تعريف المفهوم في المنهج الفاهيمي
مقدمة :
يعد المنهج المفاهيمى من الأدوات العقلية التى تستوجب التطوير حتى تساعدنا على مواجهة عالمنا المعقد . فالعالم يحتوى على تشكيلة ضخمة من المثيرات والأشياء والأشخاص والأحداث ، إذا لم يعمل الفرد على تبسيطها أو إختصارها ، فإن فهمنا العالم من حولنا قد يصبح أمرا صعبا أو مستحيلا ، فنحن لن يمكننا أن نعطى إتجاهنا وتركيزنا لدراسة كل المشكلات من حولنا بإعتبارها ظواهر فريدة من نوعها .
لذلك كان الإنسان دائما يلجأ إلى عقد المقارنات بين الأشياء التى تتعامل معها، والخبرات والمواقف التى يمر بها ، لإيجاد أوجه الشبه أو الإختلاف بينها ، ثم يقوم بتصنيفها بنائا على خصائصها المشتركة وبعملية التصنيف هذه تمكن الإنسان من إختصار العديد من الجزيئات والأشياء وأصبح بمقدوره أن يستجيب لمجموعة من الأشياء المتشابهة وغير المتطابقة بإستجابة واحدة هى مفهومه عنها ، وهكذا نشأت المفاهيم لدى الإنسان ثم تطورت واتسعت . وقد قدم العديد من المتخصصين في التربية وعلم النفس تعريفات متفاوتة للمفهوم حتي جاء في الموسوعة أن المفهوم لا يدل علي فرد أو شئ بعينه , بل يشترك فيه عدة أفراد أو أمور أو علاقات. ( 1 :267 )
تعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل فى حياة الإنسان، ففى هذه المرحلة تنمو قدرات الطفل وتتضح مواهبه ويكون قابلاً للتأثير والتوجيه والتشكيل، لذا فإن العناية بالطفولة والإهتمام بأنشطتها من أهم المؤثرات التى تسهم فى تقدم المجتمعات ويؤكد "ويرنر Werner" (1994م) بأن أطفال المجتمعات المتقدمة يتصفون بنمو جسمي وعقلي وإنفعالي سليم، كما أنهم أكثر تعليماً وأكثر ثقافة بالمقارنة مع المجتمعات الأخرى، لذلك على القائمين بالعملية التعليمية التربوية لأطفال مرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الإبتدائية العناية بتخطيط وتصميم البرامج التعليمية والتربوية التى تشمل أنواع مختلفة من الخبرات التى تهدف إلى النمو المتكامل من جميع النواحي.
التربية الحركية وبرامجها المختلفة من أنحج الوسائل التربوية التى تهدف إلى تحقيق النمو المتكامل للطفل، حيث يرى "جاليهو Galhue" (1996م) إن الحركة إحدى الدوافع الأساسية لنمو الطفل، فعن طريقها يبدأ الطفل التعرف على البيئة المحيطه به. (21)
كانت للتربية البدنية عبر تاريخها إنعكاسات للتيارات السائدة للثقافة البدنية المتصلة بالرياضة وبالبحث عن بيئة التربية البدنية كان هناك تساؤلين أساسيين الإجابة عليهما تشكل قاعدة لبنة هذا المحتوى هما:
س1: كيف يتحرك الإنسان؟
س2: لماذا يتحرك الإنسان؟
وكانت الإجابة عليهما بمثابة بنيان مفاهيمي عرف بنموذج التربية الحركية وأيضاً نموذج التحيل الحركي وهو يقوم على فكرة تمركز منهج التربية البدنية حول عملية الحركة لدى الإنسان، وفعالية المتعلم على أداء مختلف أنواع الحركات بمهارة وبراعة وطلاقة، ولقد أجريت مجموعة من الدراسات للوصول إلى مفهوم التربية الحركية، حيث وضعت إحدى الدرسات إطاراً تحليلياً للحركة لدى الإنسان فى محاولة لفهم الأبعاد والجوانب المهمة فى حركة الإنسان والأداء الحركي، ولقد تم تحديد أربعة جوانب للحركة هى (الجسم- الجهد- الفراغ- العلاقات) وهى أهم مميزات هذا الإطار.(13: 20- 21)
ماهية المفهوم : ( ( Concept:
ويشير كلاً من علي الدرديري , السيد محمد علي (1993م) أن مصطلح المفهوم هو تعبير عن أساسيات المعرفة كما يعني أيضاً أشياء كثيرة مختلفة , ويجب أن يكون لدي الأفراد المقدرة علي الاستنباط وتنظيم الأفكار بصورة منطقية نتيجة للخبرات التي يمرون بها , كما أنه يمكن أن يكون المفهوم في مستوي مادي ملموس , أو مجرد مصطلح غير ملموس , ولهذا فإن المفهوم هو صورة عقلية يتصورها الفرد عند سماع أو رؤية رمز معين قد يكون هذا الرمز صورة أو كلمة أو جملة , وهذا يعني أن المفهوم تجريد لفكرة تكونت عند الفرد نتيجة لتكرار معين , وعملية تكوين المفهوم تتطلب عملاً عقلياً , وبالتالي من الضروري أن تستوعب التلاميذ العلاقات الموجودة بين المجموعات من الحقائق. ( 12 :243،244)
ويضيف جودت سعادة وآخرون (1988م) نقلا عن جودوين وكلوزماير (1975م) : أن المفهوم يمثل معلومات منظمة عن خصائص أشياء أو حوادث أو عمليات تجعل أى شئ خاص أو هو صنف من أشياء خاصة ترتبط بالشئ أو بالصنف نفسه ، ويختلف عن أشياء أو أصناف أخرى .
ويرى ميرل وتنسيون (1977م) : أن المفهوم هو مجموعة من الأشياء أو الحوادث أو الرموز التى تجمع معا على أساس خصائصها المشتركة العامة والتى يمكن أن يشار إليها بإسم أو برمز .
ويرى جانيه وبرجز (1979م) : أن المفهوم هو صنف من المثيرات التى تشترك بخصائص جوهرية ، حتى لو إختلفت هذه المثيرات فيما بينها بشكل ملحوظ .
ويذكر برونز (1977م) : أن المفهوم هو عبارة عن مجموعة من المصطلحات التى يستخدمها العالم فى عمليه أو الباحث فى بحثه كعناوين يشير منها إلى مجموعة الحوادث ، أو الظواهر أو العلاقات الواقعية ضمن مجال بحثه.(6 :59 )
ويبين فيناك : أن المفاهيم هى أشكال رمزية تنظم الإنطباعات الحسية المنفصلة التى تعتمد على الخبرة السابقة .
كما يعرفه كرونباك : بأنه التعرف على مجموعة من المواقف حيث يشير المفهوم إلى العنصر المشترك بين المواقف ، ويهمل التفاصيل التى تختلف فيها .
ويرى سموك : أن المفهوم هو عبارة عن إستجابة رمزية عامة لمجموعة من المثيرات ليس بينها بالضرورة عناصر مشتركة لكنها تتجمع فى تنظيمات أو فى أنماط إدراكية معينة . (15 :9)
ويعرف هيرد (1970م) : المفهوم بأنه بناء عقلى ينتج من خصائص الحقائق التى يعرفها المتعلم . (20 : 57 )
ويعرفه رشدى لبيب (1981م) : بأنه تجريب للعناصر المشتركة بين عدة مواقف أو أشياء حيث يعطى هذا التجريد إسما أو عنوانا أو رمزا . ( 9 :7 )
ويعرفه حامد العبد (1976م) : أن المفهوم نوع من النظام أو التركيب الإنتقائى فى التنظيم العقلى للشخص يصل الخبرة السابقة بالخبرة الحالية . ( 8 : 18 )
ويوضح جوود (1973م) : أنه فكرة ، أو تمثيل للعنصر المشترك الذى يمكن من خلاله التمييز بين المجموعات أو الأصناف المختلفة .
وعرفه أيضا جوود (1973م) : أنه تصور عقلى عام لموقف أو حادث أو شئ ما .
وعرف جوود (1973م) : المفاهيم المجردة على أنها فكرة أو مجموعة من الأفكار يكتسبها الفرد على شكل رموز أو تعميمات لتجريدات معنوية .
وعرف جوود(1973م) : المفاهيم المادية بأنها تصور لأشياء يمكن إدراكها عن طريق الحواس . ( 17 : 124 )
ويعرفه جان بياجيه (1977م): بأنه فكرة أو تمثيل لعنصر أو رمز مشترك والذي يمكن بواسطته التمييز بين المجموعات , أي أنه تصور عقلي عام , أو مجرد لموقف أو أمر أو شئ , فهو فكرة أو رأي أو تخيل عقلي لحدث معين.( 5 :10)
ويعرفه أحمد حسين اللقاني (1997م ) بأنه عبارة عن تجريد يعبر عنه بكلمة أو رمز يشير إلي مجموعة من الأشياء والأنواع أو الأحداث تتميز بسمات أو خصائص مشتركة. ( 2 :24)
ويعرف محمد محمود الخوالدة (2004م) المفاهيم النفسية بأنها هى التطورات الذهنية التى نطلقها على المصطلح المنطوق عند سماعه من أجل إعطائه الحقائق والدلالات والمعانى والأسماء وهى مفاهيم مادية تدرك بالحواس ومجردة تدرك بالعقل . أما المفاهيم المنطقية فهى الصفات الجوهرية التى تميز الأشياء أو الأحداث أو الأسماء عن بعضها البعض وترسم صورة ذهنية لمنطوق الشئ ذاته .( 16 : 325 )
تعريف إجرائى للباحث :
هو مجموعة أو أصناف من الأشياء أو الحوادث أو الرموز الخاصة التى تجتمع معا على أساس خصائصها المشتركة والتى على أساسها يمكن التمييز بينهما وبين المجموعات أو الأصناف الأخرى .
